ولأني : عُدتُ قبل ان تتنفسَ قواربي صخبَ اليابسة ..
عُدت فوقَ نزيفي / ك جرحٍ يبعث ب كلِ أشلائي خارجاً ل يتألق لحمي ..
ك جرحٍ يُصيبني ب خيبةٍ دموية ..
ب انكسارٍ أَسقطَتهُ أوعيتي في رُزمةٍ مُتخثرة..
ب قيحٍ رتلَ فوقَ شفاهي قُرأن انسلاخي..
عُدتُ ك صبحٍ أطلَ على مدينتي التي عصت أصنامَ مليكها ....
ك صبحٍ حوى غضبَ الملحِ على بحري ..
ك ربابنةٍ سيروا الموجَ الى أبعدَ من منفاي ..
ك نورسٍ يُلاحق الماء حتى يدقُ التيه جناحاي ..
عُدتُ وصبرُ ضميري قد خبا لظيُ توهجه ..
عُدتُ دون قواريرَ أُفرغُ فيها اضمحلالَ ذاتي ..
دون أوراقٍ تنتشلُ بكاء حبري ..
دون صوتٍ يدسُ غناءه في سمعي ..
دون دخانٍ تدور به أُمي فوق رأسي..
دون نعشي..
دون قبري ..
دون فَردةِ حذاءٍ تكسو قدمي ...
بل..
دون اثنتين ..
تستر احداهما عورةَ إصبعٍ ناشزٍ من جوربي ..
عُدتُ ك زمنٍ رفعني ونسيَ كيف يُعيدني بعد سقوطي..
كيف ينتشلني بعد أن تعاقدتُ و الرملُ بشرعيةٍ على عمرٍ مديد ..
على حصيرةٍ تؤويني ك ضيفٍ / بليد ..
تفتقدُ ذاكرةَ العابرين عليها ..
تجفو ..
تقسو ..
تخط طلاسمَ الولاءِ فوق جلدي ..
ل يسقُطَ كل شيء من ذاكرةِ أيامي ..
الا ذاكرةً مررتُ بها من هنا ..
ب خطى غجريةٍ كان السقوط ل قلبها الغيبَ و الدليل ..
عُدتُ قبل مولدي ..
ف أنا النُطفةُ التي تَناظرَ بها أهلي و جيراني..
وما من عينِ إلا وباركت خَلقي ..
لكنني حكايةٌ ما اخضرت لها ساقيةُ الفرح ..
كِذبةُ زهرةٍ عطشى ..
تضجُ آونة الغَسق ..
تتقاذفُ مصيرها في شُعب المدائن ..
وما من ماءٍ يجتاز قسوة الطمي ..
ويترك في النفسِ أثر ..
ك زهرةٍ حُرةٍ تستعتِبُ النظر ..
غير أنها معجونةٌ ب سبعٍ عجاف ..
و أُمنيةِ ساحرةٍ خطفت من ساحتي الحجر ..
عُدتُ وبلساني لغطةٌ ما ..
تُضعضِعُ هذياني ب وثنٍ لا أدركُ منهُ إلا إنني ممسوسةٌ ب جن ثرثار
يرنوا إلى اللغو .. و العبث ..
يُطوقني ك شظيةٍِ مُجمرةٍ من موكب أحلام ..
مُحّملَةٌ متى ما ابتدأ الخِطابُ ب عواصفِ الغُبار ..
موغلةُ أمانِيَ ب شعوذةِ ماردٍ أخلى الرصيفَ فوق قدماي..
ف أراني أجوبُ الطُرقات ..
أنزعُ عباءتي ..
ألعنُ الطيفَ الماسَ لهبَ أنفاسي ..
أكسرُ أوانيَ بائعٍ يستدركُ هارباً حين يلمحني ..
أُقّبِلُ الجدار ..
أحمِلُ نعلي ..
و أسير ..
دوني ..
دون ظلي ..
ك ريحٍ سافرت ناحيةَ الشمال ..
عُدتُ ك موسمِ أعيادٍ يسلِبُ الهدايا ..
وعيونُ الأطفالِ تبتدئُ النهار ب سورةٍ فرحٍ عقيم ..
وتتركُ لي الختام ..
و لأن العيدَ لا يُثيرُ فيني إلا الغضب ..
أسطو على بسماتهم ..
ملامحهم ..
ألوانهم ..
قلائدهم ..
أحلامهم ..
أكونُ رديفَ الشيطان ..
أتسللُ إلى عظامهم ..
أسرقهم مني ..
فما الذي أبقيتُ فيَ ؟
غير عجوز ملأ ب أجنّةٍ موتى ..
و رائحةٍ تأخذُ كل من يمسك ب طرفها إلى / شتاء طويل ..
عدتُ بعد أن إنطفيت ..
و رمادُ الدم متكدسٌ ساعةَ التقائي ب كل شيءٍ غيري ..
بكل شيءٍ يمكن أن يكون من صُلبي ..
بكل ِ جينةٍ ينسبها عالمٌ ل نفسي ..
ف أنا لستُ انا ..
مُنسلخةٌ من ضِلعي ..
مُتطهرةٌ من روحي ..
وعقلي ليس ب عقلي ..
و كأني ما الروح التي زجَ الربُ بها في رحمِ أمي ..
كأن انتظاري ل وصولي طالَ قيامتي ..
و بُعثتَ و أنا لا زلتُ في ملجأي ..
أبحثُ عني ..
أقمعُ صراخَ تيهاني ..
أُطلقُ الوعيدَ لمن تجرأ على حاجتي ..
و ما من حاجةٍ في دُرجي !
ف أنا فارغةٌ من أوردتي ..
معطوبةٌ حد استهلاكي ..
حدَ السطوِ على أشلائي ..
ك خُردةٍ مد لها الفُقراء يد الانتشال ..
عدتُ ك طيرٍ مُتعَبٍ من زهوِ كل نجمة ..
تاركٌ ميراثه ورحله ..
وأكاذيبَ عودته ك أطنانِ أملٍ تدق على الباب رعشةَ ضالٍ نسي اسمه ..
ك سحابةٍ أراقت ماءها فوق بيت كل قديس وغير ذلك ..
فوق كل رواقٍ مررت عليه ب إثمي ..
ب فلواتِ خطيئتي ..
ب وجهٍ يتحجرُ قبل أن تفتح المرايا ذراعيها ل ملامحي ..
عدتُ ب ظلِ فتى يتحاشى الضجيج ..
ينزوي عند الجدار ك رأسِ بُرعمٍ ينتظر الربيع..
ينزعُ همتهُ و لسانه ..
يحتضن من علياءِه معبدَ المفترشين أذانهم جرس الكنيسة ..
ينكمشُ ك طفلٍ يرضع الجفاف .
البُغضَ. و البكاء ..
ولأني عُدتُ دونَ جسدي
دون بصيرتي / حدسي
دون قرآني
لا تكترثوا ل لغوي ..
ف لستُ الا نبيٌ أحرقته أُحرُفه
صلبتهُ ديانته
و تبرأ من إيمانهِ / منفاه ..
لستُ الا ممسوسةٌ ب الجان
ورغم ذاك ..
لستُ أكرهكم الا قليلا..