تعال ..وقُل لي
لشواهد الغائبين يا عبدالله قبر مفقود .. ولزمن لا يجيء بك وطن يتيم ..
أخبرني بهشاشة الجدار أنى لها تصلب الحنين
أم كيف لعصا عاقةٍ تبر بشوق أناخ لركبِ النازحين عن حَملٍ فقيد ..
أتعلم يا عبدالله .. لست ابتغى خبزا ولا ماء ..
فقمح الكون يستر عورة الطريق
ومطر المدينة مقطر على ناصية الرصيف ..
تنقصني اليدان يا صديقي ..صدقني : تفتك بي مقابض الحديد !
ألم أقل لك سابقا ها هنا ضلعي المبتور ..
ها هنا أشبه ما يكون ب مدينة قاحلة ....
مشنوقة على زند بحار ك وتر مقطوع ..!
يفوتني ان أبقى ممسوسة بالصمت
والكلمات مثقلة ب لسان مشدود اليك ..
بشهية الفقراء للنور
..
لا شيء يقذفني ناحية اليمين من الجحيم ..
غير نبض خاف يتراقص على درب الوريد
يسائل الدم المتسول في عروقي ..أي خيبات الجرحى تطيب ؟
ام كيف يمضي الغادون وجوف النداء اليك كظيم .
كيف يمشي المارقون واقدامهم ك عرجون ليل ثخين
كيف نشم رائحة الشتاء والغراب يطير بها ناحية ثغر ناء بعيد
كيف نفك قيد الحزن ونحن لم ندرك واقع الغياب حتى حين
ام كيف نبتسم .. والجفاف هو الجفاف ذاته ..لا يلين !
قبل اتمام الغرق..قف..
كما تسربل خرافة في عقل طفل صغير ..تعال وقل لي :
ألست طاعنة في الجشع ؟
كيف اقنع وصوت المارة يخترق صدري بشهقة الفائزين حظا باليانصيب !
وأنا بينهم ..اشرب لعنة البهتان من بعدك ك صباح كافأه الوقت بالرحيل ..
ألست أشيخ ك سفر لا عودة منه ؟
لماذا اعتنق الطرقات والاحلام ك باب شائك يغص ب ضجيج المسافرين
يتحول العابرون خلاله الى غرباء ..
يلتقطون رائحة النسيان ويمدوننا ب جليد كافر الوعيد..
ألست أنساب خارج راحتيك كماء ٍ استقام له شقاء زهيد ؟
وكيف اقوى على البقاء
وخطوط كفك هوجاء ك مساحة فارغة من كل شيء / معدة للاعدام ..
أنا فقط أعزف لحنا في اخر الليل ..ابتكر الغناء..سأعترف لك بأمر :
فبحة صوتي ك انسحاق بحر .. على حافة الالتصاق ..
وحنجرتي تذرف ملحا ..
اظنه الشوق يا عبدالله ..الشوق للبحر رغم انني امتلك البحر بين يداي ..
أنت أنت
ايها المنفى المتكسر فوق قطعة رغيف
سيعاقبني فيك الضمأ حتى اتبخر ك ماء ممسوخ بملةِ الخائفين
سيعاقبني فيك الجوع حتى اغدو ك عنقود يابس يشتهي الملح ..والطين ..
سيعاقبني فيك _ الحب _
حتى تشير الخيبة لي بالبنان :
معطوبةٌ / غير نافعة للحب من جديد ..
وانسكب الحبر
25فبراير 2010