تذكر أيها العيد أن تجيء مبتسما ف الطفلُ في قلبي مُنهار.. ُ /
امتداد :
أأنت معي الآن ام تراك أغلقت الباب في وجه من يدق الجرس ويفاجئني ! ام شّرعتَ نوافذَ أشواقي ل تحتفي بكل غائبٍ ما استطاع أن يصل حتى متأخراً .. كن هنا واشرب معي إرثي قبل أن تُغادر وامسك جذع النخل من معصم الأطفال حين يدنون غدا ل البحر يسمعونَ موسيقاكَ التي تغرسها في شرايينهم وتفتحُ عباءةَ الرحيل / بعدها ل تنتكس ملامحهم نخلاً مات في صدر شوقهِ جائعا ً..
اتدرك كم من الغيمات تسكنُ عين طفلٍ ظل يصلي كل صباح ل عودتك .. أتدرك كم ابتلعَ من الصمتِ حتى ولجَ منفاك وهو يُلوح ل السنين ب الرحيل .. اتدركُ كم مرةً تاه في عينيك وظل وحيداً يبكيك فوق الرصيف.. اتدركُ كم مرةً نام على صدر لعبته المحشوةِ ب ذاكرتك وتوسدك وطناً يضم اضلاعكَ كلما اشتاق المجيء ..
أتدرك كيف يكون البعد مٌراً والانتظارُ مُراً والنومَ سفرُ حُلمٍ طويل .. أتدركُ كيف يكون الوجعُ لاذعاً والمطر لاذعاً و الظلُ يتحاشى عناقاً وحيد ..
اتراك تدعو عروس الماء تنجب من احلامه فرحا كلما زرع في الموجِ الطريق .. ! او تبعث ب الفجر يطرق شباكه ان زاد حمل الليل واوجعه الحنين او تراك تهطل مطرا عند الجفاءِ ف يستسقيكَ زهراً ضج آونةَ المسير اتراكَ تزرع النخلَ فوق جدباءه / تُحني السعفات ظلاً ل قامته النحيل ..!..
فيا عيد أين أنت ؟ لمَ لم تعد بعدُُ إليه ! مضت أشيائُكَ كُلها وظلك لا زال يسكُنه الضمور غادرت و وحدكَ الذي يحملُ الفجر في عينِ طفلٍ ينتظرك من أميال .. ف تعال واقرأ سورة الفجر عند كل ليل يطول تعال وافتح فراديسكَ ل تغتسلَ المدينة من إثمها تعال عند الموج واحضن الماء المغتربَ في منفاكَ وقبل جبين كل أمٍ ظنت انك س تعود وهّاجا / بهم لكنك نسيت.. نسيت أن تملئ مكانهم ب حكاياتٍ تضيئها فوانيس أتخمتها الوسائد نسيت ان تلبس الهشيمَ حطباً جديد وان تسكب العطر في زواياهم كلما أخذهم النسيان بعيدا نسيت أن تفُكَ رائحة الموت و تصب على لظى الروحِ : " بعض فرح غير قابلٍ ل الاشتعال "..
نسيت أن تحمل معك حين مضيت عظامَ مدينتي و تدفنها قُرب البحر ل تُنجب عذباً أُجاج ..
نسيت أن تضمَ كفيك عند وجه طفلٍ تائه ظن انك تعقد المدارات بين أصابعكَ _ درهماً _ ف تثري خديه كون أمنيات ..
نسيت ان تعدل قامتك كلما مِلنا ف أحنيت فينا القامات.. نسيت أن تذكرنا ف ذكرنا أن ننساك ..
لا العصا ب أمرِ مُوساكَ تشقُ رئتي ولا تغرقُ في وسطِ الفراغ .. جروحي.. ولا تمتدُ رائحةُ الملحِ في صدري ولا تشحُ في منفااكَ .. ظنوني.. ولا ادري .. كيف أجمعُ صدفاتي ووجهكََ يصدُ ساقيةَ الموج عني.. ف لا تروى شرايينُ جفافي ولا تستطيبُ شُقوقُ قدمي .. ! ..
يا وطناً آوى في آمالنا قيض الصيف و / برد الشتاء هاتِ قناديلكَ مملوءة ب الأمان وأعرنا اجنحةً تطير بنا فوق أصيصاتِ دوار شمس تجعلنا ك محض نحلٍ عابر تصحر العسل في أطرافهِ .. فما ذوى !
الأربعاء، 28 سبتمبر 2011
كلُّ المنافي لا تُبدِّدُ وحشَتي ما دامَ منفايَ الكبيرُ بداخلي.
حسِبنا ان المدينةَ قد أبخست صلاتنا /وان هذا الوطنَ قد وأد أمنياتنا .. و احتفى ب غصةِ الناي حين غنى لنا ..ورجمَ كل تاريخِ النخل والمحار .. وتنكر من أسماءنا .. وبعدَ ان عدتَ يا ضيفنا الذي تأخر عنا دون عصاك.. رَحّلنـا .. وصارت اللصوص تزرعُ اليباسَ فوق صدورنا..وتسرقُ الشموس من شُرفاتنا .. وفي غمرةِ الليل / تسحبُ الوسائدَ من تحت رقابنا .. ف لا وطن يٌقرئنا سورة التوحيد.. ولا وطنٌ ترسمه أحلامنا .. !
يا مَنْ هُوَ فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ يا مَنْ هُوَ عالِمٌ بِكُلِّ شَيْءٍ يا مَنْ هُوَ قادِرٌ عَلى كُلِّ شَيْءٍ
يا مَنْ هُوَ يَبْقى وَيَفْنى كُلُّ شَيْءٍ
سبحانكَ يا لا إلــه إلا أنتَ الغوثَ الغوث.. خلصنا من النـــار يا رب ..
بودي لو اقتنصُ نورساً من هالته..
ارمي بياضَ اشتياقي على مبسمــه ..
اتدثرُ غمغمةً ناعسةً ..
و ..اتلو صلاة الراحلين / ل ذاكرةٍ تتلكأُ في رأسيَ ملحاً .. اهبط من علياءِ حُنجرته افكر و افكر .. متى يُبعث البرد ل دفء ريشته .. !
تعال وازرع هذا البحر في جسدي ودعني أُثمر موجاً كلما نبضت ساقية و أخرى تحت قدمي .. دعني أضم سفن النازحين في صدري واصنع من كفيَ ميناءً يستقبل غُربتي دعني أضخ الملح فوق ذاكرتي واقطف الأشنات ورداً ل صبحٍ ما عاد يذكرني تعال و ابني معي قلعةً ب الرمل كأنها بعضٌ من حلمي واتركني ابعثرها كما انا حين تطرق العواصف ابواب صحوي ..
ذاكرة ٌ ل زمن لقيطٍ تآكلت في جوف ضلعي .. كلما تذكرت أن في حبوي بعيدا عن مدار الأرض سقف يحملني إلى شتاءٍ لم يودعني .. حرقتُ الجدار , ونزلت اغزل ألف زاوية مني ..
أي الزوايا تواسي رائحةُ الطين كلما ذب الشوق فيها رسم الصباح وأي العروق تجيء مُعبئةً ب ضوء القناديل حين ترتعش ذاكرة الفراش .. أيُ الشطين يروي في صدورنا أوان ضوءٍ أنفاساً تحترق وأيُ ابهام يُشبع رضيع اليُتم ان توارت عنه امه خلف المهاد .. أي الاكوان بعد يومها السابع .. تنبذ ربها ! و أي المطافات تتنزع الظلـال من أرواحنا ساعةَ اتكاء.. أي الحصواتِ حين جمعها .. تشدُ من جاذبية الأرض في أجزاءها وتقول عفواً : "هنا وطنٌ أبيضٌ لم يصنعه الله من زجاج "
ك دورةِ الافلاكِ في جسدٍ اعتزم ان يُقصيني منه وينبذَ وميض الحجر إن تَكَونَ من تعانق كوكبين .. فتسوّدُ بقايا الـأشلاءِ حين يحملها العزاء وينقبض جبينُ الضوءِ في دهشةِ السكون.. فلا القلبُ أيقن عمق الارتقاء ولا الأضلاع أيقنت هُوة السقوط .. ولا الجُدرانُ تبصرُ صبرَ المكان ولا العينُ تُشعلُ في الزوايا الشموع ولا اذكر ان القريب مضى ولا اذكر ان البعيد يطول ولكن قلبي هنا في الجوار يعيشُ وحيدا .. وحيداً يموت ..
اني لم اعد أرى من غاباتي الا شجرا تؤفك ثمارها كلما اشتعلت ليال الاحزان .. واني ك قافلةٍ من الفقد تنهش مسافات الغربة بينكِ / وبين أسراب كحلٍ اشتد وجعه في عيني .. واني مذ امتلكت ذاك الطفلَ في صدركِ وقت الرحيل .. تصدعت جدران شيخوختي .. ولم اجد مفرا من ان أُسقطَ من قلبي شهاباً مفرط البهتان .. ( يا رحمة الله ارفعيها / ارفعيها ) ..
ماذا يعني ان تمدَ عروقكَ شبرا شبرا , لتصنع من خارطةٍ أضاعت زواياها وطناً حرا .. ماذا يعني ان تفرد ضلعكَ المعوجَ فوق الجدران لتبنيَ من عظمكَ المصقولِ قلاعاً لا تُهدم .. ماذا يعني ان تُثّبِتَ قامتكَ عند كلِ تُربةٍ تمدكَ برائحة الطينِ فتخلقُ من صبرك ظلاً .. !
أيُ الفراشاتِ تتلو صلاتها الضوئية عند كلِ قنديلٍ في صدريَ يخبو .. أيُ الأرصفةِ تغرسُ أنفاسي حجراً و توقظُ مع صحوِ المطر أُنثى تأكلُ من لحمي .. أيُ لعنةٍ تأخذني من جنتي وتـُؤدني ل النارِ حين يجيءُ انكساريَ عارياً ف يتلظى الجرحُ في وجهي .. أيُ المرافئِ تُربت فوق ذاكرتي و سعفٌ من النخلِ المبتور يغرسُ شقوقَ أياميَ سُماً في كتفي !
ل النورس الحائم فوق بحري خمساً بعد عشرين : أتيتَ ك عادتك .. مُستقبلاُ على مهل بحاراً ومحار .. وسفينةً قدرها الـأمواج وشيئاً من ذاكرةِ تلـاشت و فقاعاتٍ هلكت مذ لامست صفحة الماء ..
ل العمر الذي أبـى إلـا أن يمنح أولي كما آخـــري اسماً و عنوان :
دعنــي أتشظى ك جمرٍ من الـألحان و أحترقُ مُبتسماً هادئاً وديعاً ك حلمٍ وان أغوته النارُ للـإقترابِ أطفأته صبوةً الـأمال ..
ل التراب الذي أثمرتُ في رحمه : كما باركت رئتي ب أول بذرك ف أينعتُ لميع الصبا .. دعني أنــمو ب صُلبك .. أُخرى .. دون ان تهتكَ حُرمة الرمال ..
وما لطفلةٍ مثلي إلا السقوط .. حينَ احتضانِ وردةٍ كانت من يدك .. حين كان للحب قداسةٌ لم تكتمل .. حين كان الشوقُ أبيضاً لم يتسخ .. حين كنت أنا بكل انحناءاتي حرفاً ما عرف كيف يُكتب إلا / ب لكنتك .. حينَ كنتُ زورقاً حلَ مهاجراً من مرفئي ل مرفئك .. حين كنتُ شيئاً بائساً لم يكتمل إلا حين بسمتك .. فحتى حين يا (كافاً ) ل كفى الآلامِ من قسوتك : كيف ل إطارٍ وجب عليه أن يحوينا أمداً أن يرحلَ بك .. كيف ل مساحةٍ لم تشغلها صُورنا بعدُ أن تمتلئ .. كيف لعقلٍ شاخَ مُذ هاجرتَ أن يذكرَ طفلاً كان / بـه .. فدعني ودعني ل يُتمِ الجَرحِ يا صاحبي أطببُ لغةً نسيت كيف أن تنسى أن الألفَ كان من محبرتـك !