السبت، 12 ديسمبر 2009

وما زلتُ التحفكَ..دخان


وكلما امتد ناظري اليك
اختفي !
بصري مشدوق في زاوية ياكلها الصدى
والموت الرخيم
على وقع اسماعها .يدندن
"
بعض ودق
بعض مطر
بعض ..شبق
"
ومليءٌ مني
لا ينصهر عند غناءك
بل يتجمد
الى حد يفتك به .. الصمت
والضباب
والشفق


...
الموت ..قريب
وانت لا تزال .. هناك
راحلاً
او راحلاً..بقليل
تموت الفا عني
ومرة عنك
وتعود
بوجه يغطيه المساء
احمر .. كالجمر
حالك .. كسواد خضب الاجفان
يترنح مكسورا بين المرايا
لا شيء يُرى
وكيف
!
كل ما في الجوار
زجاج
غطاه العرق


...
وانت تبتلع دمعي
حجرا
ترشقني كل ما رممت الجدار
فانكسر اخرى
واتناثر اخرى
واموت
فتبعث فيني .. بعض طين
أخرى
لاعاود القلق


..
وكلما تساحبتُ كظل على جسدي
اغرورقت عيون الشمس
ومالت ..
في ركن
ليس يذكرني
اتذكرني
ولم تفعل
وبين اصابعك ..
هدى
او
ندى
مريم
او
ليس يسعفني عقل على ذكرها
اكرهها
كما اكرهك
ولا تتهجم
فكرهي لك لا يحتمل الاشفاق
ككرهي لذاتي
في ساعة غضب !



..

اتعلم كم مرة .. وبخني المطر!
كم مرة .. اختنقت
كم مرة .. سافرت اليك
وعدت دوني
دون امتعتي
دون عقلي
دون قلب يمد يده لي عند الغرق
كم مرة
تناثرت
وتقاسم التراب..ملامحي
وعدت الى الفراش
التصق .. بكل اطرافي
اتعلم
ان وسادتي تبرأت هي الاخرى مني
عطري
قلمي
والورق
!



...

اشتاقك
اشتاق لصوتك الهاديء كسكينة ليل
كموج يقذفني اليه
كفجر
يوقظني بصخب
بجنون طير
يعقدني املا عند حاجبيك
يعتقني
كعبد سلم امره اليك



...
اشتاقك ..
كما لم اشتق لنفسي
كما تقاطرُ القمر
على صفحة نهر يجري
كما يمتد سفحاً
اليك .. نبضي
..


وتسئلني عن حالي
اسئل الشمس كيف تنقبض في كف السماء
اسئل الكأس حين يرشحك
اسئل النوافذ
حين تفتح للظلام ..يديها
تستقبلك
اسئل ملابسي
ادراجي
كتبي
ساعتي
وكل شيء تقاسمناه
كيف ان النصف المقدر لي
شرعا
استنكرني
واستنكرك



..
اعود
ولم اعود
او عذرا لسؤال في داخلي يلوح
لمن اعود ؟
وكلما ارتشفت منك قطرةً
ارتشفت من جسدي
دما ودود
..



وما زلتُ التحفكَ
دخان


وانسكب الحبر
12/12/2009