قد رُفعَ القلمُ عني
..
....
\
هناكَ لونٌ رماديي
فصلني عن مدائنك سيدي
لا يُشبه لحظة عناقي
ولا صوت اشتياقي
كأنه لونُ فريد
\
بيني وبينك
بحرُ عميق
قد تبخرت أمواجه
مذ لامسته لُجةُ الجبين
\
طُرقاتُ قلبكَ تنعمُ بالسكون
ضجيجُ المارةِ لا يثير غضبها
ورقصُ الشجرِلا يفتن نايكَ المحموم
\
أرى الغيم وقد زحف نحو أطرافك
يُشعلُ من حنيني مواقد الغيرة
ويهطلُ بالمطر أمسيات شجنِ
وذكرى حبرٍ مسكوب
\
صباحاتك تعويذةٌ من فاه غبراء
قد ترهلت بسمتها وبدت كالعرجاء
تجرُ للقبر ..عشقها
وترتدي الأحمر التوتي
ترقُصُ حافيةً
فوق الرصيف المراق
\
مساءاتك خطيئةُ
تستغفر لها قلوب الكهنة
تجرها للتوبة
لكن دونما غفران
تُعاود الثملَ في الحواني
تفتنتشي من قدميك ..الظلال
\
أمسياتك الصيفية تغويني
وشايةً بالضوء..
تقذفني بالندى جمراً
على حد سكينٍ مُستباح
\
تشرب معي نخب العهود
كؤوسك لا تنفذ
وزجاجاتُكَ المملوءةُ تُعلن الصمود
والعزاء
\
أنا وأنت
كما القُرب البعيد
يطالُ من سمعنا الخُطى
وينزح ُ المدى للأثير
\
أنا وأنت
نورسُ ونجمة
يجمعهما خيطُ رفيع
وانسكب الحبر
12 مارس 2009