الاثنين، 22 يونيو 2009

أُنثى للبيع ..

..في غفوةٍ مسح الصباح على ذاكرتي رعشة بقاء..

فتنفست من كل طرفٍ باق بحدود طيني .

.واستنفرت رذاذاً بمتسع الفراغ من حولي ..

لم أشأ أن استنهض سكون الهواء ..

فأبقيته في خلوةٍ بائسةٍ مع رئتي..عله يحظى بقبلة افتتان ..


لا ادري كيف ارتدتني ملابسي ..

وكيف تساحبت رجلاي ناحية الباب ..

ظننت أني أسير في نومٍ بليد كعادتي ..

لا استفيق منه إلا على وقع السقوط من الأدراج ..


تعثرت قدماي بلون السماء..

خلت أنها تتبعني..

متآمرة هي تترصد مني الحركات ..

اختبأت بثوبي ..

وغطيت عيناي بوشاحٍ داكنٍ أعاد على مرأى أجفاني متكأ الليالي والظلام ..

مررت على سوق عتيقة تفوح منه رائحةُ متجمدة ..

بكل حدبٍ من ناظري ..تجيءُ ومضة..وتذهب

اعتقدت أنني في مدائن جن تلهو في طرقاتها الأشباح ..

عجباً ...كيف تستقبلني الحاراتوأنا قد هشمت جماجمها ..بالنكران ...


أخذت أساير قدماي الي حيث تأمرني..

أتهاوى فوق الجدران كضباب عالق ..

العق صبر الأرصفة بالنزوح..

إلى حيث تنتكس العصا في يدي ..

إلى حيث يقودني ظلي ..

إلى حيث ترميني الشمس فتات خبز على التراب ..


مررت بجانب بيت عاجز..

تساقطت سقوفه..

وتدلت أركانه كياسمينات أذبلها الاشتياق ..

تذكرت أني مررت هنا سلفاً ..

ولكن لمَ..؟


!تباً لك يا عقلي ..

تمنيت لك موتاً عزيزاً .

.لكنك تكافئني بالخذلان !


سايرت حد الطوب حتى اصطلب بي ظل ممتد ..

لغصن شجرة تتنفس الموت نطفة فنطفة ..

أغصانها عمياء تتشابك في صدر المسافات علها تحتمي بحضن دافئ يبقيها حبيسة الجدران ..

ليس هناك صدى لشيء ..

كل الأحياء أموات ..

والجمادات ببعض كبرياء تلهث ..

ترشح من جبين الغبار ..ملحاً لا يتنفس ..


مضيت إلى أعمق من أن تسايرني إليه ذاتي ..

توقفت عند بابٍ صريره كنغمةٍ مرتدة ..

تتكسر فوق جسدي كزجاجٍ هرم ..

وقتما تناثر لا يُستجمع ..


أحسست برغبة خيوط العنكبوت تتناسج فوق اطرافي..

تتساحب على مقربة من خُطاي تجرني إلى ما بعد الباب ..

وشهيقي يموت موتا رحيما في حنجرتي ....


(للبيع) ..

خطت بالفحم الأسود على الجدار ..

كم انتابي شعور بالغضب\الغموض\الريبة حينها ..

كم امقت هذه الكلمة ..

تساومنا أغطية تستر ما لا يستر ..

وترمي في وجهنا سنابل لا تنجب الا الضعف والفقر ..


تذكرت أن الغرفة تحوي تسع مقاعد ..

تتناثر بعشوائية حول طاولة صغيرة ..

فوقها أوراق تتوالد ..وضحكاتُ ترتد بعد ان تُقبل كل جدار ..


(عجوز) ..

أشم رائحتها في إطار صورةٍ عرجاء ..

ملامحها تتآكل زفيراً لا يهدأ ..

وفي عينيها وهج هدوء ..

ابتسامتها كما الندى ان استفاق لتوه على ورقة توت ..


(رجل)

يمارس شرقيته على كل ذرةٍ حية في الجوار ..

يشبع الهواء ضرباً حتى تتكسر الأضلاع ..

يطقطق أصبعه ..يرفع رجليه .

.ويرخي رأسه فوق الحطام ...



.بئسا لذاك ..

ما لي وهذا ..

عقلي تتناوب على قتله الأفكار ..

وقلبي مكتظ بالصور والأوهام ..



تراجعت بحملٍ أثقلته الريح أكثر ..

التهمتني الخطوات بدفق..

تعثرت قدماي حتى سقطت .

.ما عدت اقوى النهوض..

التحفتني حينها ورقتان ...

الأولى تكاد تختنق في زحام السطور ..

( انثى للبيـــع..)

والاخرى ...نصف محترقة ..

(اغلاق)..


كل الوجوه ترشح ملحاً..وبعضها يتشرب الماء ..


وانسكب الحبر

22 \ 6 \ 2009