الخميس، 2 سبتمبر 2010

بيت جدي ..



بشهية الغاوين حين استدركوا زمام وطن ما عاد يشبع ابناءه
فتظافروا ناحية الله يخمدون لهيب الانتماء
وقدسية التراب ترمي على محاف اعينهم .. رمق التوبة !
هناك كان جدي ينام .. ما كان يأمن لأحد أخر ان ينام بجانيه .. جدتي وهي التي كانت زاخرة ب الوفاء حد العظم .. ما ابقاها بجواره .. و أتمن عكازا هشا ك هشاشة نظره لان يكون صاحبا غُرا لم تُدنسه اهواء الزمن والانانية ..
بعيدا عنه.. ارتمي عمي ..وفي راسه كونٌ مجنون يتسابق .. وفلك ما فتأ يبني مأقي المجرات دون تيه ..احلامه تساقطت مشيبا من على رأسه .. وعمره .. تأهب لسفر المُعتقين من الارض حين ينتظرون النداء !
عمتي والاخرى .. ببساطة اليائسين حين تلقمهم الدنيا ملاعق الجوع من اول صرخة بعد الميلاد ..
يسرعون ب الطريق الى أي ركن قد يظفرون ب أُنسٍ منه , و حكاية اخرى غير تلك الي يقصها عكاز جدي لهم حين ينسلون ك الضباب ان لعق الزجاج بعد الساعه ال 10 .. ليرموا نزق الكون بأكمله على كاهل الجدار ..
وكأنهم يشاركون عمي فكره:
ما ظير ثقب اخر لو نحت الباب !

.. ..
اتساحب ناحية الدخان المتهالك من _ أرجيلة _ جدي .. واعبث ب الهواء ك من تخط لنفسها قدرا .. وتعلو مع الدخان الي أرفع سقف ل يزاول الانتحار بعده ب قداسة .. ف أنساني معه في خضم التكثف ..

_ قولي لأبوش يمرنا ناقصتنا أغراض ..
_ ان شاء الله
_ وقولي له يجي يودي أمه المستشفى .. هذا الي كان ناقصنا .. قامت تبلل الفراش!

نبئيني يا جدتي ..
كيف للوفاء ان يسكن امخص شعرك وهو بعيد ك نازح ارتحل ب حقائبه الى وطن ما ضمك تُرابه ..
كيف للزمن ان يشيخ ك أنتِ ..ويبقى الحب يافعاً ك جدي ..
كيف لك ان تُديري رحا البسمة وهو يعقد جبيرة المنكسر الضلع فوق رئتك .. كيف له ان يستوطنكِ ك بلدة ما قرأ ناسكوها فوق رمادها تعويذات الانسحاب..
كيف ل قلبك الكبير ك السماء ان يرشح هاطلا وبقايا الغيم ..سقيم ..!
نبيئني يا جدتي ..
كيف له أن يكون أدم جنتكِ أبداً وانتِ سوءته التي ما سترتها السنون ..
وكيف له ان ينتزع صدى الموج من صوتك ..ويعقد ب اخر طرف وردة اهداك اياها عقماً شديد .
. كيف للمكان ان يكون بهذا الطول والعرض سُخفاُ أخر ما انحدر للارض بعد .. كيف لكِ ان تخرجي من حدود العمر الارضي ل يسبقك مُناه ب عمر سماوي .. أثقل !
_ كبرتين يا بتي !
_ محسوب ب العمر يا جد..
_توش صغيرة

( ابتسامة الظافر ب كذبةٍ يعلم انها ما زادت من ملامحه الا سذاجة)
:
صغيرة يا جد!
أراني ألعق الغبار الجاثي فوق هيكل المنضدة.. فكلانا نستر عورات القدامى وننسى اننا ..س نبدوا للملأ ك من قذفته الأرحام خارجا دون سابق انذار ..
أراني أفيق على ندبة ما علمتُ من أثارها فوق جلدي .. و أصمت حينما ركل الوقت بكلتا قدميه .. ذاكرة ما ..
أراني أعيد ترتيب الأوراق على مسمعها ..وابعثر كل الحيطان المهمشة تحت قدمها .. وأدعها تحكي ب شهية الياسمين ان تدارك عنتَ الباب وتسلقَ سور مدينتها ..
أراني اقذف الدماغ ب حلمٍ نائم ما رجع ل مأبه .. وأقطع عذاب الحواس ب شللٍ كلما أفاق ..لعنني ..
أراني أتهاوى ك جدتي .. و أذبل ك عمي .. وأسقط ك عمتي والأخرى ..
وأنسل ك النور فوق الأدراج ..
انى للسحر الالهي ان يمسح .. وجهي !

_ انا ماشية يا جد تامرني بشي ..
_توكلي على الله وتعوذي من شر غيره ..


_ أعوذ بكَ من وجع الحنين .. اعوذ ..