الاثنين، 4 أكتوبر 2010

ف ما أنبتت أرضُنا..قمحا ..


لا أحدَ يتفرجُ أصلاُ ..
وخلفَ السِتارِ فقدٌ ..غيبكَ كيفما أتُفقَ عليه..
أقتاتُكَ ك وهمٍ مُستاء .. أُدثرُ رائحةَ الترابِ ب ملحٍ ..وماء
و أخبزُ من ليلكَ .. وطناً.. خارج المدار
أصحو وقوامي يتأبطُ .. جدار
أتساءلُ :
أين نسيتُ وسادتي .. ودفءَ المكان !

أتوكأُ على عجزي .. وأهش ب اليُتم ناحيةَ ثقبٍ اتسع حتى طال مجرى الدماء ..
وقفتُ عند نافذةٍ شوهها الصباح.. حين جاء ك نُسخةٍ أخرى .. منك.. في غالبِ الأحيان
واستلقيتُ ب بصري بين فكي .. الاغتراب
وأصختُ ل حدودِ ورقةٍ عجزت أن ترمي ب ثِقلها على السطر :

( أَوَ لَمْ يُخْبِرُوكِ أنَّي قَدْ انسلختُ من جذوري
حَتَّى إِنْ سقوني ماءكِ لـاَ أَجِدُ ساريةُ يمتد اليها غُصني المكتظ بكِ في عناقٍ متأخرٍ حد المساء !
أم كيف ل رصيفٍ عارٍ طحنتهُ أزمنةٌ عجاف..أن يحرقَ كل وطنٍ عبرتهُ حقائبكِ في وجعٍ مُتخمٍ ب الضباب!
أولم أكن حراً تُضيفني ..السماء
ف لعنةُ الطين..ذات عبوسٍ..ذات غياب ..
أعيشُ كيفما يشتهي الصدأ .. وفي صدري ثقبٌ تنغرسُ فيه قدماك
ناحية الله .. تباريحُ عمايَ..تسير
وشاطئي المُقفرُ نحوكِ يتلبسُ .. الموج َ.. والرياح
ونوارسٌ تُموسِقُ زهوَ الصباح ..
تُغريكِ ك غواية النازحين ..بلا ماضٍ ..بلا أهلٍ .. بلا أحباب ..
أنا .. متدثر ٌ بكِ حد الهلاك
فلا تجعليني ابتأس
وارمي ب الكرةِ الأرضيةِ ..في سلةِ المُهملات ! )


..

قبل ذاك الصباح ب مساءٍ هشيم ..قررتُ أن أرحل .. أدرتُ ب أبجديتي ناحيةَ الحجر ..
وألجمتُ الصمتَ ب تلاوةٍ ضوئيةٍ تغطي مآثرَ الناقصِ في الظلام .. وأسدلتُ الستار على رمشي :
(خُذ بغيتكَ وهاجر إلى السُلمِ الأول
واصعد أو ف انزل ..كيفما شئت
ب الأمسِ ..سلبتني الماء والصدى
واليوم تطأُ رأسي ..وتظفرُ ب النجمِ وقد على
أفقد نسيت :
على أنقاضِ وحلكَ س أغدو رميم !)

ومضيتُ .. ولكن .. دوني ..
غشتني مشانقُ المجراتِ ب اختناق
ربما .. بكيت
بل بكيتُ كما يجبُ لمثلي ان تفعل
بنيتُ على رحمٍ واحدٍ مآقي هزيمةِ كونِ ب أكمله
وتجرعتُ .. طعمك مراً أخر ..

تتصادفُ ان تكون كل الجهات ذا وجهة اليك ..
وكل الجدران ب صمتها المُتخم وجهٌ قد فارق مُحياك..أستجدي غَمام الصباح ب عيونِ المارقين نحوي ..
ف تمُر ب القُربِ من جداري عجوز .. تأكل جسدُها حُطامَ الحياة .. لوحت ب ابتسامةِ القديسين ناحيتي .. ف أورثتني بعضاً منها ..
حسبتُني س أطفو فوق الهواء جُزيئا غيرَ ذي نفع ..ظننتُها تُحرضُني على الانتقام ..
كانت ك تمثالٍ روماني يرفع همة المقاتلين رغمَ جموده .. حتى دب مسيرها في جسدي رعشة بقاء ..
ف نظرتُ لي بعينِ ثلاثينَ سنةٍ أخرى .. وتناسيتُ الفراغ ..
وها أنا إلا نورسٌ أضاع البحر ؟
أم قد خطت تجاعيدُ البؤسِ فوق وجهي خارطةَ الانهيار ..
أم ك لاجئٍ سياسي يحن ل قبلةِ ظلٍ يحملُ رائحة البلاد !

أذكُركَ ب نهمِ المُشتاق لكهولتي ..:
"امرأةٌ أخرى ..صدقاً يا حبيتي .. لن تكون ك أنتِ .. "
وها قد كانت يا سيدي ..
ثلاثون أخرى.. س أكون فيها ك لحنٍ شارد .. ما وطء سمعَ الموسيقيين...
إلا من اختارهُ القدرُ مسبقاً ك شبقٍ ساقطٍ رُفع عنه الإدراك ..

أدرت عيني ناحية اخرى علني أ ُفرغك من رأسي .. واملىء جوفي بعض هواء ..
أوه ..
الم أسلك طريقاً فرعي لا يصل الا لجدار مُتأكل .. أتلَبست الجدار أيضا ..هنا أنت ذا ..
ك دهشة البراءة حين تستجلب صخب الابتسام ....على الرصيفِ العاري ..طفلٌ .. سقطت صورتهُ على سطحِ ماء ..
تبسمَ..ف تجهم ..ف سار ك الهرِمِ يبحثُ عن عكاز .. وعن صورة مرايا لم تتبرأ بعد منه ..
"ك سابقا .. كان أبي ! يُضرجُ ب قِمة مظلته سكونَ القطرات ..يُشبعني أملاً .. س تبرأُ الندبةٌ ويلتئمُ الجَرحُ يا ولدي ذات صباح"
كثيرة هي الندبات التي تبقينا قيد ذكراها .. وكثيرة هي الأمال التي لا تشبع غرور ملامحنا ..
امنت جدا..بأن المرايا متى ما تكسرت تكسرت معها صور الانعكاس .. مرايا تسافر بنا إلى شتاتٍ يُساعد على النسيانِ بصورةٍ ادقُ تهذيبا ..

.. بكل نَفسٍ أُدركُ أني امرأةٌ تقتاتُ حُبكَ ب صورة مسٍ يلزم الروح .. وتصطدم بألفِ سورٍ منك ..
كم يزعجني النور .. س أُسدلُ الستار .. أود لو أسدلَ الستار على ذاكرتي وأنام ب لا شيء ! ب خواء !

هكذا نحن.. نجدد حزننا .. ب سبع تعويذات نقراها على رأس كل عتااب ..
و بسملة تقينا وسوسة الافكار .. و دمعة .. نودعها صك وفاء .. وستاراً كلما أغضبنا النور .. سحبناه ..

لا املك من نفسي الا انت .. ولا املك منك الا بقايا غياب..
أتعلم ...
لعلي انثى المسافات الكاذبة.. و حليفة الخيبات في زمن يهوى الانكسار ..

س أرحلُ في هذا الصباحِ الكافر .. حتى اعتناق أبديةٍ أضمنُ بها الجنان ..
صباحٌ كهذا الصباح ..
كان يبقيكَ قريباً مني .. ب كسلكَ المُعتاد ..
حين تتجهمُ عابساُ من يومٍ طويل أخر .. تحملكَ حقائب العملِ بعيداً عني .. ولا تفُكُ عقدةَ حاجبيكَ
إلا حين يلتحمُ المكان ..بي / بك ..

أن تكون مُشبعا بهم .. ممتلأ ب صداهم ..
و متخم ب أنفاسهم .. أين ما وليت وجهك فثم .. ذكراهم ..
أدرتُ أدراجي ...
فحكت مقابضُها كيفَ أنها لم تعد صالحةً للحياة بعدك ..
قرأتُ قصائدي
ناقصةٌ ب جُرم دمعةٍ عابرة .. استحضرت جُنون الموت .. ذات انتظار !
سجادتي.. هي الوحيدةُ ذات الوجهةِ المُغايرة ..سافرت بي جهةَ الله..
وما طويتُها حتى استقبلتني صُوركَ .. ب عناقٍ طويل ..
كل الأشياءِ تسابقني إليك .. أودُ لو تتسلل إلى عظامي قوة تكفيني لأنسى رجلاً مثلك !
كم نتمنى الموت حينما نشعرُ أن الموتَ شيءُ تافهٌ مقارنةً ب غزارةِ الفقدِ هنا ..
س أرحلُ قبل أن أُدنسكَ بحزني .. ولتعلم :

أنني س أشتاق !