الاثنين، 25 أكتوبر 2010

حيثُ لا وطن ..

حين تضيقٌ بنا الأوطان
تتراءى لنا الطيوف مًغبّرةُ ب العمى ..

اهداء :

الى كل من يسير مجمّر الخطى نحو رًفاته .. قد ننسى يوما ان نغلق نافذةً ما..
الى النافذة التي نسيت كيف يكون الوفاء ! طريقكِ مزحومٌ ب الحجر..
الينا .. حين ننسلخُ خارج ثيابنا .. كيف نعبىء الوطن في جيوبنا .. ونحن عُراة !



...

_ أكمل !
_ ركبتُ السيارة وعدتُ .. الى المنزل ..
_ وكم كان الوقت حينها ؟
_ العاشرة مساءُ
_ اذاُ .. ف السيارة التي تسببت ب الحادث مع رجال الأمن .. لا تعنيك
_ صحيح
_ لكن سائقها حسن ..صديقك !
_ نعم
_ أيحدثُ أنكم التقيتم .. حديثاً ؟
_ أحيانا قليلة
_ ألا تعلم انه مطلوب للعدالة / هارب من القانون / إرهابي/ عابث ب امن الدولة
_ ....
_ انظر الى هذه الصور ! تضمك انتَ و حسن .. اظنه دليل قوي يًجرمك ..
اتعلم ما هو ذنبك يا احمد .. انت مُتستر على مجرم .. وعقوبتك ليست ب الهينة ..
اصدقكَ القول ..أنت هنا موضع مقايضة .. متى ما استدركنا الصيد أفلتناك َ طُعماً لا عودة اليه
اتصل ب أهلك .. علهم يُسرعون ب الامر ..

..

أن تجعل جُل حواسك مُلقاةُ الى ركن صغير ل تُسبغه صحوة الاطمئنان على جهة معينة ..
يجعل منك عاجزا عن كل ما يمكن لانسان انه يقوم به ..
مجرد عابرٍ فوق الرميم حتى صقيع التراب .. نضطلعُ ب الكون والطوفان لنعاود المصير الى ذات المصير ..
كان هو ..
وكنا نحن ك الأفلاك نتحولقُ ناحيته ..كم ارتدتنا ضحكة النمل الذي كان يرقبُنا ب الجوار .. نسينا اننا دون متاع..
واننا نثابر لصنع وجهٍ لا ترجمه الخيبات .. كان يجب علينا ان نكون أشداء .. وان نجتاز كذبة بقاءه بعيدا عنا متخبطا ًبين حيرة والم..

..

كانت انفاسه غائرةً في عروق الدمار ..تضخ موكباً من الدم في اشلائنا ..تنزعنا بين تنهيدة واخرى ..تسحب قامتنا نحو الجدار ..
أمي تشعر ب الانكسار ..
اختي تبكي ..
و .. زوجته تضم الزوايا ب وجدٍ طويل ..
تداركت الانهيار والتقطت صوته :

_ كل الامور كما يجب ان تكون يا اخي .. لا تقلق
_ اخبريه ان يأتي ..
_ س نفعل

أخترقتُ غسق الفوضى ل أرمم سقف أشلائي .. أهوي على الارض..
اشعر ب أن بوصلتي قد تاهت هي الاخرى .. لا شيء يوصلني الى نفسي / اليه ..
أُغيُّر ميقاتي و اعبر ب اصلاب من افتقدته كثيرا ..
أعلم انك تتحدثُ ب لسانهم .. ما هكذا تعصِرُ النواةَ دائماً ..

..

وهل هي هكذا الاوطان .. ؟
تعرضنا قطعةً للبيع في المزايدة ! تمتهن العجرفة ..
تدُس الخناجرَ ل تقطع دابر السَكينة .. تحتَطِبُنا خشباً لليلٍ طويل ..

في النبع ماء ووحل .. أماكَ يا وطن .. مُنشقٌ من عباب الحصو والجمر ..
تُضرمنا نارً دون انطفاء .. كيف لك تحرق أطرافك .. !
مذ فعلت وانا أراك ناقصاً ..
أراق الظلام فيك دنس العتاب ..
تنقُصُنَا سقوفٌ تُواري إثمَ المارقين فوق سطوحنا ..
تنقصنا يدان نحرُث بها نخلاً ك مائة جديلةٍ لكَ سابقا ..
تنقصنا الألسنة ف صليلُ الصمتِ شرد أطيافها ..
تنقصنا الجدران يا وطني .. !
ف بيوتنا تستجلبُ اليباس .. جدرانها خلف سطوع المرايا .. تتسربل في ذبول ..
الطين منها يهترء .. والضوء .. بعيدا بعيدا عنها يموت ..

تنقصنا أرض لا تحمل رؤوسنا للمشنقة ..
ولا تبتر أضلاعنا ل ترميها ب وابل أكياسٍ سوداء..
تجمعنا دون بياض .. تقذفنا ك هيكلةٍ من البؤس والخراب ..
ك شيء يجب ان يعاد تدويره .. في أحسن الاحوال .. والا .. ف حيثُ سقر ..


..
تتزامن الطَرقاتُ حدة على صدري .. وظلالٌ ب القرب من رئتي يحط منشغلاً ب قرع الأوردة ..
وريدا وريد .. :

_ تنقبض الدنيا بين حاجبي.. وهو هناك .. راحلاً عني ..
ينزفُ ب اتساع الخذلان الذي وهبته اياه .. لم أكن أدري أن لنا وطنٌ يحتضنٌ الخيبات شيطاناً.. و يُرحِّل الملائكة !
لم أكن أدري ان قلبهُ قد اكتسى ثوب الجُرم حين حلَ ب صحبتي ..
ف لتعذريني يا خالة ..
س أبعث بي اليهم ..لا لأثبت جرما ما ارتكبتُه في حقي..
بل لأنزعَ قيداً أهلك معصم أخي .. اتراه يستثقل ترردي ! أخبريه انني لا أنفك أتنفسه .
. أراه ..
أستطعم حديثه في كل مساماتي ..

_ حسبنا الله ونعم الوكيل .. انت ك إياه يا حسن .. ك قطعةٍ من كبدي ..
لا تفعل !

وتساحبَ عبر شرايين الجدار .. ملتثماً ب حزنٍ طوى شظاياه ..
و قرَ عين الحذر بين الحصوات .. وخلع نعلاه لأن لا تتركَ للواشينَ خلفه أثر ..
ومضى ..

ب كنف الساعات .. كنا نُحلق من مُقلٍ الى مُقل ..
كان للوقت زحفُ أفعى تتوجسُ ب لسانها دِمم الاصطياد .
. و الثقوب تخرمُ جُجر الخنوع ..

..


كيف ل زمنٍ لا يُدركُ أن الأوطان تبيعُ أبناءها ب شبرٍ مُقسط !
وتُساومُ بين حبة رملٍ و أخرى .. ل تجلب ملحاُ تخصّبُ به الأمنيات ..

قد لا يكون ل أحدٍ ذنب .. كل الذنب ل زمن احتضنه في غير أوانه ..
ومكانٍ ضمه دون أن يسأل عن هويته !

الريح مسكونة ب وجع القِصص .. كل شيء عارٍ .. الا من ثقوب أحلامنا !
تلك الاحلام التي تلبستنا ب اخضرارٍ مُسود ..
وحين أثمرنا .. رمتنا ب قعر النبعِ أضاحي ل خلائق الماء !

..


دسَ الصبح في كوابيسنا وطيسَ الغواية ..جاءوا ك الزوبعة .. يقتلعونَ سُرةَ الرواق ..
:
_ فتِشوا عنه في كل مكان !

..